الخميس 23 نيسان 2009 العدد – 802
عدل
المشرف تضجّ بالشائعات بعد اختفاء شابين
والدة المفقود علي قشاقش وقد بدا ابنها علي في الصورة (حسن بحسون)
منذ أكثر من أسبوع، لم ينم أقارب الشابين حسن عبود وعلي قشاقش، بعد اختفائهما بصورة مفاجئة. يغرق الأهل في انتظارهم بصيص أمل، فيما تغرق مزرعة مشرف التي ينتمون إليها بالقصص والشائعات التي تغلّف الحادثة
مزرعة مشرف ــ آمال خليل
تحولت بلدة مزرعة مشرف، في غضون أيام، من مجرد قرية هادئة في قضاء صور إلى ما يشبه السوق الذي يضج بالشائعات. يتناول أهالي البلدة عشرات القصص عن حادثة اختفاء شابين من أبنائها، منذ ليل الاثنين الماضي (13 نيسان)، هما حسن بسام عبود (21 عاماً) وعلي مالك قشاقش (19 عاماً). تزدحم البلدة الصغيرة بالروايات والتحليلات التي يتبادلها أهلها، ولا يمنعها ذلك من إخفاء الحرقة. فالشابان المفقودان هما اثنان من أصل 12 شاباً يقيمون في البلدة، ويؤلّفون مجموعة صداقة واحدة، بعد أن نزح الآخرون إلى العاصمة، أو هاجروا من لبنان نهائياً، وأصبحوا في عداد المغتربين.
أبلغ والد علي القوى الأمنية باختفاء ابنه مباشرة، إلا أن حالة حسن مختلفة تماماً. والداه يعيشان في ساحل العاج، وقد عرفا بالأمر من وسائل الإعلام، لأن تصريح أقربائه هنا في لبنان جاء متأخراً قليلاً، أي قبل ثلاثة أيام فقط.
ويتناقل ذوو المفقودين احتمالاتٍ كثيرة فيما بينهم، لا تفضي إلى شيء سوى إلى زيادة لوعتهم، لأن أسباب غياب الشابين مجهولة حتى الآن. آخر خبر عن علي كان قبل اختفائه بساعات، إذ نزل مساء الاثنين في منطقة الحوش، بعد عودته من مدينة صور مع ثلاثة من رفاقه من بلدة قانا. أما حسن، فغادر البلدة فجر الثلاثاء بواسطة سيارة عمّه محمد، مصطحباً معه كل أوراقه الثبوتية، كما أكد أقاربه.
ترك والد علي الباب مفتوحاً أمام احتمال مغادرة ابنه مع حسن إلى جهة مجهولة، رافضاً بعض الشائعات التي سرت في البلدة، والتي تتحدث عن قيام الأخير بسرقة سيارة عمّه، وباستمالة علي ليشاركه «في عمل غير منضبط كهذا». ويستدرك الوالد بالتأكيد أن تحركات ابنه طوال الفترة السابقة ظلت مقتصرة على الثانوية وملعب كرة السلة ومقهى الإنترنت. من جهته، يرفض جد حسن كامل عبود التعليق على «ما يطلقه البعض من شائعات» يربطون فيها بين اختفاء حسن وسيارة عمه، مع عملية سرقة أحد الدكاكين في البلدة، حدثت في اليوم نفسه من اختفائهما، مؤكداً أن الخلافات بين العائلة وصاحب الدكان لا علاقة لها بالموضوع بتاتاً. وفي هذا الإطار، يشدد الجد على سلوك حفيده «الهادئ والخلوق والمعروف بذلك بين الناس»، بعد عودته من أبيدجان قبل أكثر من عام بسبب إصابته بتضخّم في القلب. منذ ذلك الحين، وحسن يقيم في منزل عمّه ويعمل معه. وتجدر الإشارة إلى أن السيارة «مفقودة» هي الأخرى، لأن صاحبها (عم المفقود) لا يملك أوراقها الثبوتية، بعدما اشتراها من أحد تجار قطع السيارات في بلدة قانا القريبة. ولا تُروى القصص في مزرعة مشرف وحسب، بل تصل أصداء تفاصيلها إلى بلدة قانا، التي تنتمي إليها «الصبيّتان والفتى الذين كانوا آخر من رأوا علي في الحوش»، وفقاً لما يؤكد أهل الأخير.
قام رجال الأمن في مخفر قانا باستجواب الأشخاص الثلاثة، الذين أكدوا عدم معرفتهم بمكانه نهائياً. أكثر من ذلك، فإن أحمد ح. شقيق الصبيّتين خضع للاستجواب هو الآخر، بسبب اتهام والد علي له بمسؤوليته عن اختفاء ابنه، بعدما طلب منه قطع علاقته بأخته، أي زميلة علي في ثانوية قانا الرسمية. وفي قانا تحليلات أخرى تتشابه مع وجهة نظر بعض أهل مشرف، إذ رجّح معظم أهالي قانا، ممن التقتهم «الأخبار» هناك، فرضية قيام الشابين بسرقة، إلا أن اتهامهما ليس مسنداً إلا إلى خلاف قديم مع صاحب الدكان المسروق في مشرف، ولهذا طلبوا أن تظل تحليلاتهم في الخفاء، وألا تذكر أسماؤهم. أما في ثانوية قانا، فإن قصصاً أخرى تدور حول مقاعد الدراسة التي فرغت بعد اختفاء الشابين. يؤمن بعض زملاء علي ورفاقه بأن إحدى الفتاتين اللتين كانتا برفقته قبل اختفائه تعرف مكانه «بلا أدنى شك».
No comments:
Post a Comment