المواجهات تنتقل إلى أماكن أخرى في وادي سوات
و"طالبان" تستبق أي عملية في وزيرستان بخطف رهائن
بعد ساعات من إعلان الجيش الباكستاني رفعاً موقتاً لمنع التجول في أنحاء عدة من وادي سوات مع استمرار عملية مطاردة عناصر "طالبان"، انتقلت المواجهات إلى شمال الوادي وإلى المناطق القبلية التي يبدو أنها ستكون الجبهة التالية، بينما يستمر حديث السكان ومنظمات الإغاثة الدولية عن خطورة الوضع الإنساني. غير أن التطور الأخطر تمثل في خطف مسلحين نحو 500 تلميذ ومدرس وأقاربهم في منطقة شمال وزيرستان القبلية.
وأفادت القوات العسكرية انها تسعى إلى ضمان امن مدينة شرباغ في شمال سوات حيث تدور مواجهات عنيفة في ضواحي تلك المنطقة، وخصوصاً في جانغل جيركي، لعزل فلول "طالبان" وطردهم منها. وتقع شرباغ على مسافة 20 كيلومتراً من مينغورا، كبرى مدن الوادي، وهي مثلها أحد اهم معاقل "طالبان" هناك. وأعلن الجيش انه اوقف "إرهابياً" كان مختبئا في أحد مخيمات النازحين، وألقت طائراته مناشير تحض السكان على مغادرة شرباغ.
وتحدث ناطق عسكري عن مقتل 18 مقاتلاً من "طالبان" في الساعات الـ24 الأخيرة، بينما سقط جنديان في هجوم صاروخي في منطقة جنوب وزيرستان، وهي معقل الزعيم البارز في "طالبان" بيت الله محسود. وبذلك ارتفع إلى 25 مسلحاً وسبعة جنود عدد الذين قضوا في مواجهات في جنوب وزيرستان خلال ثلاثة أيام.
وجاء في بيان أصدره الجيش انه "تم تأمين مينغورا تماماً، وبدأت اعمال الاغاثة. تقوم قوات الامن بدوريات في جميع المناطق المهمة في مينغورا".
وقد تكون جنوب وزيرستان، بطبيعتها الجبلية القاسية والطباع القبلية لسكانها وحدودها الطويلة مع أفغانستان، اختباراً أشد صعوبة للجيش الباكستاني من وادي سوات، كما ان ذلك قد يزيد حجم الأزمة في شمال غرب البلاد حيث يعتقد ان نحو ثلاثة ملايين شخص أُرغموا على مغادرة منازلهم. ولم يكن في وسع محمود شاه، وهو قائد أمني سابق في المناطق القبلية، تحديد موعد بدء العملية في المناطق القبلية.
وفي وادي سوات، قال احد سكان مينغورا، ويدعى محمد عثمان: "فتحت متاجر قليلة فقط، ونعاني نقصاً حاداً في الغذاء". وروى رحمن الله ان "الخوف لا يزال سائداً، لم يبق شيء هنا. احد جيراني اخبرني انه رأى جثثا متحللة في منزل مهجور. قلبي يدمع، دمروا (طالبان) المدارس، ودمروا المتاجر. البساتين مثقلة بالفواكه، ولكن لا احد هنا ليقطفها". وأكد إقبال خان ان احداً لم يخرج بعد رفع منع التجول، فالأسواق مقفلة وهناك نقص حاد في المواد الغذائية".
ولم يتمكن الصحافيون من التجول بحرية في جنوب وزيرستان ووادي سوات لتكوين صورة واضحة ومستقلة عن الوضع.
وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" أوردت ان الغارات التي تشنها طائرات التجسس الأميركية من دون طيار والعملية المتواصلة التي ينفذها الجيش الباكستاني في وادي سوات، زعزعت تنظيم "القاعدة" و"قوضت مناعته النسبية في جبال باكستان". لكن مسؤولاً اميركياً في مكافحة الإرهاب أوضح ان "القاعدة لا تزال مع ذلك خطراً جدياً محتملاً".
خطف 500؟
في غضون ذلك، خيم الغموض على طبيعة اختراق أمني خطير في شمال وزيرستان، إذ أفاد مصدر في الشرطة وشهود ان مقاتلين من "طالبان" مسلحين بصواريخ وقنابل وأسلحة يدوية خطفوا 400 طالب على الأقل وأولياءهم ومدرسين في مدرسة للذكور.
وكشف مستشار رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، ميرزا محمد جهادي ان الشرطة تتفاوض مع "طالبان" لإطلاق الرهائن التي قال إن عددها 500 وليس 400، وأنها لجأت إلى زعماء القبائل لهذه الغاية.
وقال الضابط في الشرطة مير ساردار ان الخطف حصل على مسافة 30 كيلومتراً من مدرسة رازماك في شمال وزيرستان يديرها جنرالات متقاعدون، وأن الرهائن كانت تغادر المدرسة بعد تلقي تحذير هاتفي من رجل ادعى انه شرطي بضرورة إخلاء المكان، على ما أفاد 17 شخصاً نجوا من الخطف. غير ان وسائل الإعلام المحلية قالت ان المجموعة كانت خارجة لأن الإجازة بدأت، وكانت القافلة متجهة إلى مدينة بانو. وكان نحو 30 أوتوبيساً وسيارة تنقل الطلاب والآخرين عندما أوقفتها مجموعة كبيرة من المسلحين، كما ذكر مدرس كان في شاحنة متأخرة عن القافلة تمكن أفرادها من النجاة، مشيراً إلى ان مدير المدرسة هو بين الرهائن. وأَضاف ان الخاطفين كانوا يحملون قاذفات صواريخ وبنادق "كلاشنيكوف" وقنابل يدوية وأسلحة أخرى
Living Room Design
9 years ago
No comments:
Post a Comment