Saturday, March 13, 2010

March 13, 2010 - Al Mustaqbal - UK Hostage in Iraq

رهينة بريطاني يروي قصة اعتقاله في العراق:

"أعدموني" برصاصة في الرأس ولم أكن محتجزاً في إيران

لندن ـ رانيا كرم

شرح بيتر موور البريطاني الذي احتجز رهينة في العراق طوال 31 شهراً، للمرة الأولى أمس، تفاصيل عن الشهور الطويلة التي أمضاها أسيراً لدى جماعة عراقية معارضة لـ "احتلال" القوات الأجنبية، مؤكداً تعرّضه للتعذيب بما في ذلك ايهامه بأنه على وشك الإعدام.
وأُفرج عن موور في كانون الأول (ديسمبر) الفائت بعدما أمضى سنتين وسبعة أشهر ويوماً واحداً في الأسر. وقُتل ثلاثة من حراسه الأربعة وهم جيسون سيندلهيرست وجيسون كرسويل وأليك ماكلاخلن، في حين أن الحارس الرابع آلان ماكمانيمي يُعتقد أنه قد قُتل أيضاً لكن لم يتم العثور على جثته بعد، بعكس رفاقه الثلاثة الآخرين.
وخُطف البريطانيون الخمسة من وزارة المال العراقية في قلب بغداد في أيار (مايو) العام 2007، ونفّذ الخاطفون عمليتهم بعدما جاؤوا على متن آليات عسكرية تُقل قرابة مئة شرطي يرتدون ملابس قوات الأمن.
وقال موور (36 سنة) في مقابلة طويلة مع صحيفة "التايمز" إن حراسه صوّبوا في إحدى المرات مسدساً على رأسه وأطلقوا رصاصتين في آن واحد: واحدة فارغة في رأسه والثانية حقيقية ولكن من مسدس آخر. واضاف "أذكر أنني فكّرت: إنني ميّت (الآن). ليس ذلك سيئاً جداً. ليس ذلك مؤلماً جداً. ثم بدأت أفكّر في الحقيقة: إنني ما زلت مكبّلاً ومغمّض العينين. إنني أسمع أشخاصاً يضحكون".
وأشار إلى أنه بقي مكبّلاً أشهرا طويلة بستار حديدي يحيط بنافذة غرفة، وأنه "اخترع" أن لديه زوجة تعمل طبيبة تدعى ايما داسوزا خلال ساعات من جلسات التحقيق التي خضع لها. وأوضح أن المحققين أصروا على أنه "ضابط في الاستخبارات" وأن لديهم "أدلة" على ذلك، وهو أمر نفاه نفياً قاطعاً. ولفت إلى أن الخاطفين أبلغوه منذ البداية "أننا لسنا من القاعدة ولن نقتلكم"، وأن ما يريدونه هو ترتيب "مبادلة" بينهم وبين أشخاص اعتقلهم الأميركيون، في إشارة إلى قادة "عصائب أهل الحق" المنشقة عن التيار الصدري (بقيادة الشقيقين الخزعلي). وأوضح أن الخاطفين أكدوا دائماً أنهم من "المقاومة العراقية" ويريدون إخراج "الاحتلال العسكري" الأميركي لبلادهم ومبادلتهم بقادتهم المعتقلين.
وكشف أن جنرالاً بريطانياً ومسؤولاً آخر هما من أمّن إطلاق سراحه العام الماضي بعد نحو 20 اجتماعاً مع متمردين بارزين معتقلين في سجن أميركي.
ونفى موور في المقابلة المزاعم التي تحدثت عن أنه كان معتقلاً في إيران في مؤامرة خطط لها الحرس الثوري الإيراني. لكنه اتهم "عناصر" في الحكومة العراقية بالتواطؤ في عملية خطفه. وكشف انه علم بأن غربيين آخرين كانا محتجزين قريباً منه، لكنه لا يعرف ماذا حل بهما. وقال إنه يعتقد أنه كان محتجزاً في البصرة، جنوب العراق، وفي مدينة الحلة، مشيراً إلى أنه صار صديقاً لأحد خاطفيه في السنتين الأخيرتين من الاحتجاز وصار يلعب معه كرة الطاولة. وقال إنه علم من برنامج في التلفزيون أن باراك أوباما انتُخب رئيساً للولايات المتحدة وأن المغني مايكل جاكسون قد توفي.
وكشف موور أن مأساته في العراق بدأت بعدما قرأ إعلاناً لشركة "بيرينغ بوينت" تطلب موظفاً في مجال تكنولوجيا الاتصالات (آي تي) فقدّم طلباً لشغل الوظيفة التي تبيّن أنها في العراق. وأوضح أنه وافق على ذلك لأنه كان يحتاج إلى دفع ديون تراكمت عليه خلال فترة تحصيله العلمي، وأنه رأى أن الوظيفة ليست في المجال العسكري ولا تتطلب سوى تدريب موظفين عراقيين في وزارة المال على طريقة إعداد التقارير. وأوضح أن عشرات رجال الشرطة العراقية جاؤوا مدججين بالأسحلة وسيارات قوات الأمن إلى وزارة المال حيث كان يعمل وأخذوه مع رفاقه إلى مدينة الصدر حيث تم وضعهم في سيارة أخرى نقلتهم إلى منزل يبعد قرابة 10 دقائق، قبل نقلهم إلى مكان بعيد لم يصلوا إليه سوى في الليل بعد مسيرة نهار بكامله. وقال إنه متأكد أن هذا المكان لم يكن على الحدود الإيرانية، بعكس مع كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مشيراً إلى أنه كان يسمع أصوات انفجارات كثيفة.
وأضاف أن الخاطفين نقلوهم في مسيرة استمرت يوماً ثانياً إلى البصرة هذه المرة، مع إقراره بأن الطريق الوعرة التي سلكها الخاطفون إلى جنوب العراق ربما سارت بجوار الحدود الإيرانية. وتحدث عن نقلهم في الشهور الأولى لاعتقالهم بين البصرة ومدينة الحلة، قائلاً "لم أعرف (أين نحن) لكن آلان (أحد حراسه) قال إنه يعتقد أنها الحلة، في منتصف الطريق بين بغداد والبصرة. بالتأكيد لم تكن إيران. الأولاد في الشارع كانوا يتحدثون العربية وكنا نستمع إلى التلفزيون باللغة العربية". وقال إنه نُقل إلى بغداد في العام 2009، وإنه لم يعرف بأن حراسه قد قُتلوا على الأرجح سوى في آذار (مارس) من ذلك العام.

No comments: