جديد قضية محمد فران: اعتصام
مرّت أربع سنوات على اختفاء الصيّاد محمّد فرّان من ميناء صور. إلى الآن، لم يرد الخبر اليقين إلى عائلته عن مصيره: هل هو حيّ؟ هل هو ميّت؟ هل؟ هل؟ لا شيء جديد، وكلّ عام تكرّر العائلة والمتابعين لملف فران النشاط نفسه: الإعتصام في باحة الميناء الذي انطلق منه على متن زورقه ليصطاد رزقه. اليوم، تجتمع عائلة «المفقود»، كما جاء في الدعوة، والجمعية اللبنانية للأسرى المحررين ونقابة صيادي الأسماك أمام حوض المليناء حيث أدار فران، للمرة الأخيرة، محرك زورقه «الموهانا» وأبحر وحيداً في الليل. سيحاول الوالد عادل فران مغالبة أوجاع ظهره الذي كسره الفقد والوقوف لإحياء ذكرى ابنه البكر، فيما يتعذّر على الوالدة التي غلبها الحزن الحضور إلى مكان ابنها الأخير، لأنه من الممكن أن تخضع في وقت الإعتصام لعملية غسيل كليتيها. ولئن حضر الإثنان وصمدا حتى انتهاء الإعتصام، إلا أنّهما لن يستطيعا اختراع معلومة جديدة ليعلنا عنها أمام من سيحضرون التضامن. فالوالد أكد لـ»الأخبار» بأن «العائلة لا تملك أخباراً جديدة عن مصير محمد بكل أسف، ولم تتبلّغ من قيادة حزب الله أي معلومة خاصة، وإن وقفنا اليوم في المكان الذي انطلق محمد منه فلنذكّر من نسي بالقضيّة». وعن «وعد حزب الله بالطلب من قوات اليونيفيل البحث عن بقايا محمد في عرض البحر في منطقة عمل بحريتها»، الذي كان قد تبلّغه الوالد فران، أشار إلى أن لا شيء عنه حتى هذه اللحظات.
لاشيء إذاً، ووالد محمّد لا يجرؤ على الإستسلام، «فقلبي لا يطاوعني بأن ألفظ موت ابني بلساني». لن يستطيع الإقرار بهذا قبل رؤية «جثة» ابنه والتسليم بموته. وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد ترك قرار تحديد مصير محمد من الناحية الشرعية لعائلة محمد، بعدما فشلت عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في الكشف عن هذا المصير. وقد مال الوالد في حينها إلى إعلان استشهاد ابنه «فلو كان حياً لكان رجع في التبادل ضمن الأسرى الأحياء أو الشهداء».
يُذكر أن الرأي الشرعي، وحسب رئيس هيئة علماء صور الشيخ علي ياسين، يؤكد أنه «لا يمكن شرعاً توفية محمد في ظل انتفاء الدليل واليقين الحسي لوفاته، إلا في حال تجاوز عمر المفقود العمر الطبيعي للناس».
(الأخبار)
Living Room Design
9 years ago
No comments:
Post a Comment