Monday, November 16, 2009

November 16, 2009 - Al Akhbar - Lebanon DNA end the Tragedy of Violet and Johnny after 19 years

DNA يُنهي مأساة فيوليت وجوني بعد 19 عاماً

غسان سعود

ودّعت بلدة دبل (قضاء بنت جبيل)، أمس الجندي في الجيش اللبناني، جوني ناصيف، الذي فقد في 13 تشرين الأول 1990، وتبيّن بعدما وافقت والدته قبل نحو شهرين على تقديم عيّنة من الحمض النووي أن إحدى الجثث التي وجدت في المقبرة الجماعية في ملعب وزارة الدفاع في اليرزة عام 2005 تعود إليه، بحسب البلاغ الرسمي الصادر عن قيادة الجيش.
جوني الذي لم يكن قد بلغ السادسة عشرة من عمره حين تطوع في أنصار الجيش ربما يكون مجرد تفصيل، مقارنة مع والدته فيوليت. هذه السيدة التي ربت بناتها وابنها الثاني فعلت كل شيء لتعرف مصير ابنها، فبدأت التحرك بمبادرة شخصية إثر الهجوم السوري على قصر بعبدا في 13 تشرين، وفقدانها الاتصال بابنها، متنقلة من مستشفى إلى آخر ومن مركز حزبي إلى آخر ومن ضابط سوري إلى آخر.
فيوليت لم تصدق أن جوني الذي انقطعت أخباره في 13 تشرين الأول قد قتل أو أعدم، وساعدها في ذلك حصولها بعد أسبوعين من فقدان جوني على برقية رسمية من قيادة الجيش اللبناني تفيد بأن جوني ناصيف ليس في عداد المتوفّين، في تاريخ 13/10/1990.
ومن هناك بدأ مشوار من الآلام والتمسك بحبال الهواء، استمر 19 عاماً. فهي كانت تقول: «أنا كأمّ لا أصدّق شيئاً» و«لن أتوقف عند المتشككين»، راويةً أنها رأت جوني مرتين، مرة عام 1991 في فرع التحقيق في دمشق بعدما توسّط لها بعض النافذين في سوريا من آل الأسد، ومرة عام 1994. وكانت تذكر تفاصيل رحلاتها إلى القرداحة و«بطاقة الزيارة الرسمية». وإذا بردت همتها أو ضعفت عزيمتها قليلاً كان يزورها أحد المعتقلين السابقين في سوريا ليؤكد لها رؤيته لابنها.
وتنقلت فيوليت من منبر إلى آخر، ومن خيمة اعتصام إلى أخرى، لاحقتها الاستخبارات اللبنانية وأوقفتها الاستخبارات السورية 6 ساعات في عنجر، بعدما «تجاوزت الحدود»، ولم تترك ضابطاً سورياً فاعلاً في لبنان إلا زارته، عارضة عليه المال لقاء تعاونه للإفراج عن صغيرها.
فيوليت التي لم تثق أبداً بوعود المسؤولين اللبنانيين شاركت مع غازي عاد في تأسيس «سوليد» لمعرفة مصير المفقودين في السجون السورية. وهي تمسّكت برفضها الخضوع لفحص الـ DNA عام 2005 بعد اكتشاف المقبرة الجماعية في ملعب وزارة الدفاع في اليرزة ليقينها أن جوني لم يستشهد في 13 تشرين ولم يدفن.
لكن، في الفترة الماضية تفاقمت ضغوط المقربين من فيوليت عليها لتجري الفحوص، فقبلت. ولما تبين تطابق في الحمض النووي بين فيوليت وإحدى الجثتين اللتين لم يتم التعرف إلى صاحبيهما بعد، طلبت قيادة الجيش إجراء المزيد من الفحوص قبل أن تبلّغها أمس بالقرار: لم تكن الشهادة في مبادئنا العسكرية إلا طريقاً إلى المجد والخلود، يسلكه الأبطال المؤمنون برسالتهم، والأوفياءُ لقسَمهم، وعلى هذا الطريق مضى الشهيد جوني ملبّياً نداء الواجب.
فيوليت رقصت صباح أمس حاملة صورة جوني أمام نعشه الذي حمله عسكريون عمرهم من عمر مأساتها، وسكتت أمام النعش تستمع إلى تساؤلات الأب يوسف نداف في وداعه. بعد يوم طويل، يقول رئيس جمعية «سوليد»، غازي عاد، إن جوني قد دفع ثمن معركة أكبر منه، لكن فيوليت دفعت ثمن إهمال السلطات اللبنانية ولاإنسانية المسؤولين.


جثث في وزارة الدفاع

في 13 تشرين 1990، كان جوني ناصيف (مواليد 1974) في بلدة عاريا ـــــ ضهر الوحش مع الملازم أول جورج أبو هلون وميلاد العلم. وقد أفاد بعض الشهود أنهم رأوا الجيش السوري يقبض عليهما.
لاحقاً، تبيّن أن جثة ميلاد العلم كانت بين الجثث التي وجدت في وزارة الدفاع اللبنانية، وأمس ثبت أن جثة جوني ناصيف إحدى تلك الجثث أيضاً، علماً بأن ثمة جثة لم يتم التعرف إليها بعد، في وقت ترفض فيه عائلة الملازم أول جورج أبو هلون إجراء فحوص الحمض النووي.

No comments: