حلّ قضية المفقود البريطاني وإعادة دفن جثّة المجهول
عفيف دياب
جثة كوليت في طريقها الى أهله. متى يحين موعد المفقودين اللبنانيين؟ (الأخبار)
أنهى الفريق البريطاني، الأمني والعلمي، بنجاح مهمة بحثه عن جثة الصحافي اليك كوليت، بعد عمل مضن وشاق استمر عدة أيام في موقع عسكري سابق لحركة فتح ـــــ المجلس الثوري، في جرود عيتا الفخار الشرقية، حيث غادر الفريق بمواكبة أمنية لبنانية المنطقة، مصطحباً جثة كوليت في سيارة مخصصة لنقل الموتى أحضرتها السفارة البريطانية من بيروت. وقال مصدر أمني لبناني لـ«الأخبار» إن الفريق البريطاني «غادر منطقة عيتا الفخار رسمياً بعد أن تمت كل الإجراءات القانونية والتوقيع البريطاني واللبناني على محضر العثور على جثة كوليت في موقع حركة فتح ـــــ المجلس الثوري». وأضاف أن الفريق «عمل باحتراف خلال بحثه عن الجثة، مستعيناً بمعدات وتقنيات متطورة، إضافة إلى قيامه بأعمال يدوية من حفر وردم وما شابه». وتابع المصدر الأمني المواكب لعملية البحث عن كوليت أن الفريق البريطاني «كان يملك معلومات أمنية جداً ساعدته في العثور السريع على جثة الصحافي كوليت، وهي معلومات لم نطّلع عليها أو نعرف مصدرها، لكنّها كانت كافية بالنسبة إليهم للعثور على الجثة»، موضحاً أن الفريق البريطاني «حفر في 12 نقطة كان يعتقد أن جثة كوليت مدفونة في إحداها، وقد نجح في الوصول إليها بعد عثوره على جثة أخرى أعيد دفنها بعدما تبيّن أنها تعود لمقاتل دفن بثيابه العسكرية». وتابع هذا المصدر أن أعمال البحث البريطاني «كشفت بعض الثياب والأغطية وأموراً أخرى من أكياس ونفايات، ولكن لم نعثر إلا على جثتين، مع اعتقادنا بوجود جثث أخرى لا يمكن تحديد عددها أو مكان دفنها في الموقع ومحيطه إلا بعد إجراء بحث يحتاج إلى قرار قضائي وحتى سياسي»، لافتة إلى أن الفريق وضع «عشرات العلامات الحمراء التي كانت تؤشر إلى وجود أعمال بشرية غيّرت معالم سطوح أمكنة العلامات الحمراء». وأشار المصدر إلى أن الفريق البريطاني استطلع المنطقة في أواسط شهر تشرين الأول الماضي، قبل أن يعود الأسبوع المنصرم ويباشر عمله الميداني في البحث عن جثة كوليت التي أعطت نتائج الحمض النووي تأكيدات أنها تعود إليه، و«الفريق البريطاني الذي يرافقه أعضاء عاملون مع الأمم المتحدة ينتظرون إشارة القضاء اللبناني المختص ليتسنّى لهم مغادرة الأراضي اللبنانية مع جثة كوليت الكاملة إلى بريطانيا، بعد أن نقلت اليوم (أمس) إلى مركز لدفن الموتى في الأشرفية برفقة الجيش عوض نقلها إلى الجامعة الأميركية كما كان مقرراً ليعود إلى مثواه الأخير».
وكشفت معلومات خاصة بـ«الأخبار» أن كوليت الذي أعدمه شنقاً عناصر فتح ـــــ المجلس الثوري في عام 1986، بعد اختطافه سنة 1985 قرب مطار بيروت، «أطلقت على رأسه رصاصة من مسدس حربي عيار 9 ملم من الأيسر إلى الأيمن بعد شنقه، إضافة إلى تعرّضه للضرب المبرح، ما سبّب له كسوراً في الأضلع، فيما كانت إصبعه الوسطى في اليد اليسرى مبتورة، وهذا الأمر حاصل معه قبل اختطافه في بيروت». وكشف مصدر قضائي لبناني لـ«الأخبار» أن تقريراً مفصّلاً «أصبح في عهدة القضاء الذي سيستكمل الملف خلال الساعات المقبلة، قبل السماح للبعثة البريطانية بمغادرة لبنان مع جثة اليك كوليت». وأضاف أن النيابة العامة الاستئنافية في البقاع «لديها كل المعطيات والتقارير الأمنية والعلمية التي ستنجز يوم غد (اليوم)، تمهيداً لإقفال الملف قانوناً»، رافضاً الإفصاح عن ماهية الإجراءات القضائية والقانونية والأمنية المقبلة التي تمهّد لإجراء مسح شامل لموقع فتح ـــــ المجلس الثوري والتأكد من عدم وجود جثث أو مدافن أخرى تضم رفات أشخاص مجهولين في الموقع وأطرافه. وأشار هذا المصدر القضائي إلى أن «تقريراً وضع بشأن الجثة الثانية التي عثر عليها قرب جثة كوليت، ولكن فُضّل دفنها في مكانها ريثما تنجز كل الإجراءات التي ستحدد هوية صاحب هذه الجثة».
No comments:
Post a Comment